توصل بحث علمي جديد إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تحمي الطفل من وفاة المهد. ومع أن دور الرضاعة الطبيعية لم يعرف بعد لكن الاعتقاد يتركز على أن الاتصال القريب بين الأم والطفل هو العامل الرئيسي. وتقول الدراسة إن الرضاعة الطبيعية لفترة أربعة أشهر على الأقل لها علاقة بالحد من مخاطر وفاة الأطفال المفاجئة. إلا أن دراسات كانت قد أجريت في السويد وإنجلترا واسكوتلندا لم تجد صلة بين الرضاعة الطبيعية ووفاة السرير، على العكس من دراسة أخرى أجريت في نيوزيلندا أشارت إلى وجود مثل هذه الصلة.
ويقول الدكتور بيرنت آلم وزملاؤه الذين أجروا الدراسة الجديدة إن الرضاعة الطبيعية تبعد خطر الإصابات الجرثومية وقد يكون ذلك الاحتمال الأرجح. لكنهما يضيفان أن تكرار الرضاعة والاتصال المباشر قد يقللان من الخطر. وتضمنت الدراسة التي أجريت في معهد صحة الأم والطفل في السويد استطلاعا شمل 244 من آباء الأطفال ضحايا هذه الحالة في كل من الدانمرك والنرويج والسويد. وقارن الباحثون النتائج باستطلاع أجري مع آباء 800 طفل. ووجدوا أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ثمانية أسابيع أكثر تعرضا لوفاة المهد من الذين رضعوا لفترة أربعة أشهر فما فوق بمقدار ثلاث إلى خمس مرات.
الرضاعة غير الطبيعية انتشرت بشكل كبير مما قد يؤثر على الجيل القادم!! ويقول متحدث باسم مؤسسة بحوث الأطفال في بريطانيا إن الدراسة الجديدة مثيرة للاهتمام لكن دراسة مماثلة يجب أن تجرى في بريطانيا حيث ينخفض مستوى الرضاعة الطبيعية إلى أدنى مستوى. تنصح المؤسسة الأمهات بالركون إلى الرضاعة الطبيعية باعتبارها نافعة لصحة الأطفال وتساعد على رفع مناعتهم ضد الأمراض. وتشير الإحصاءات إلى وقوع وفاة مهد واحدة في اليوم في بريطانيا وتقع الوفيات عادة في السنة الأولى من عمر الطفل.
هذا هو ديننا الحنيف!
إن النتائج السابقة تزيدنا حباً لهذا الدين وثقة ويقيناً بما جاء به سيد البشر عليه الصلاة والسلام. فقد أكد النبي على أهمية الرضاعة الطبيعية قبل علماء الغرب بأربعة عشر قرناً لدرجة أنه حرَّم الأم التي ترضع طفلاً وجعل أولادها إخوة له! أليس هذا اهتماماً بالغاً من النبي الكريم بالرضاعة الطبيعية؟
ثم إن الله تعالى عندما أمر الأمهات أن يرضعن أولادهن عامين كاملين، أليس فيه مصلحة للأم المرضع وللطفل على حد سواء؟ وسؤالنا: لماذا لا نفتخر بهذا الدين الرائع؟! ولماذا نلجأ إلى غيره وقد وفَّر الله علينا عناء البحث والدراسة وأخبرنا بالمدة المثالية للإرضاع وهي سنتان فقال: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) [البقرة: 233]، حتى في حال حدوث نزاع أو مشكلة لم يأمرنا الله باللجوء إلى الرضاعة بحليب البقر مثلاً، بل بمرضعة أخرى غير أمه، يقول تعالى: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعانا بحبكوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) [الطلاق: 6].
فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين